الاثنين، 18 فبراير 2013

                       التسمم كرها وتلوث المياه
الترع والبحيرات السبع الشمالية تزداد تلوثا من عام لاخر، وتدعونا للالتفات اليها بعناية علمية وخلاقة، للاستفادة منها، وربما تنقلب الي مخزن اضافي للمياه في المستقبل، بدلا من الوان الصرف التي تغرقها بالملوثات، وتجعلها مصدرا للتسمم عند التعرض لسميتها، غذاء او استحماما، كما تقتل ثروة سمكية كامنة وغير مستغلة، لبعدها عن الطبيعة التي تنمو فيها الاسماك والقشريات.
فبداية من ترعة المحمودية المتفرعة من فرع رشيد للنيل- وهي مصدر جزئي لمياه
الاسكندرية ورئيسي لمياه مدينة »ابوحمص« نجد انها تتلوث من مصدرين، أولهما مصرف ادكو وثانيهما الصرف الصحي من كفر الدوار وهو الاكثر تلويثا بسبب نزح المخلفات وتركها علي جانبي الترعة، ليتم معالجتها في باب شرقي والسيوف وذلك من واقع الابحاث الميدانية للمعهد العالي للصحة بالاسكندرية.
اما بحيرة »مريوط« فقد تعرضت لتلوث فادح بسبب تكاثر المساكن والمصانع حولها كما انخفض ناتج صيد الاسماك من 01 ملايين كيلو عام 1691 الي بضعة الاف حاليا وقد تسبب تلويثها في امراض معوية ميكروبية للبشر وتسمم للاسماك بمخلفات الصناعة وبخاصة ارتفاع نسبة الفوسفات الاتي من المبيدات لزيادتها في انتاج المواد العضوية الضارة مما يقلل نسبة كبري من الاكسجين الذائب بل وأحيانا انعدامه كلما ازدادت نسبة الفوسفات في البحيرة.
اما بحيرة المنزلة فالبرغم من علو التلوث في مدخلها الا انه بعد مسافة حوالي 6 كيلو مترات تخف نسبة المواد السامة والميكروبات والطفيليات الي حد يسمح بنمو النباتات الدقيقة PHYTO-PLANKTON التي تتغذي عليها الأسماك الصالحة للأكل بشرط إجادة طهوها أو تمليحها.
غير أن أحوال بحيرة »ادكو« عند
جنوب خليج »أبو قير« تختلف باختلاط مياه البحر الأبيض مع مياه البحيرة فملوحة المياه تتدرج الي خمس درجات من التركيز الدرجتان الاولي والثانية تتلقيان ضخ المياه الملوثة من محطة »الطابية« بالإضافة لتلقي مثلها من بحيرة »ادكو« عن طريق قناة »المعدية« ثم تختلط بمياه البحر الابيض فتزداد ملوحتها شتاء وتعلو نسبة الاكسجين وتقل مع فيضان النيل صيفاً التي انخفضت بعد بناء السد العالي وحل محلها تلوث البحيرة بمياه صناعة الورق التي زادت من سمية المياه تلك الأحوال في أربع من البحيرات الشمالية التي تتطلب المزيد من التفكير في توحيد شبكة الصرف الصحي بالاسكندرية في البحر أو الإتجاه الي الصرف في الظهير الصحراوي وهو ما يحدث حثيثاً في الوقت الحاضر مع الاستفادة مستقبلاً من تعميق تلك البحيرات وتطهيرها لتتلقي مياه النيل المهدرة في البحر في موسم الفيضان وتخزينها مهما قل حجمها علي الأقل لري هذا الجزء والذي قد يمتد الي صحراء مطروح للاقتراب من مياه البحر وتعزيزه بعملية تحليتها المنتظرة في أضيق الحدود.
وأخيراً الاحتجاز »المصغر« للمياه في حمامات السباحة أو خزانات المياه بأسطح المنازل والمصانع كمصدر ظاهر أو خفي للتلوث وهو احتياط يمكن تجنبه حتي لا تنقطع المياه في بلد يتمتع بفيض منها بحجة انفجار مواسير قديمة أو انخفاض الضغط بالمواسير، بسبب البناء العشوائي أو المرخص به المخالف، بلا حساب لمياه أو كهرباء أو صرف صحي ولتجنب تلوث الخزانات بيولوجياً أو كيميائياً يجب ان تكون مصنوعة من الخرسانة المبطنة أو البلاستيك غير المسرطن مع الرقابة الدورية لمراعاة النسب القياسية للملوثات، لقياس الحموضة ونسبة الكلورين وشفافية المياه وأخد عينات لاحتمال وجود أي ميكروبات أو فطريات منعاً لإحتقان
العيون أو تسلخ الجلد وإصابته بالفطر، أو الإصابة بالحميات وكله تسمم كرهاً وجهالةً!...

د/ جمال غوردون

نشر في الأخبار يوم 03 - 06 - 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق