الخميس، 31 يناير 2013

تعالوا معا لصلاة شكر وضراعة


الشكر ... الشكر سيد الفضائل، وحميد الخصال.  فهو يحمل في طياته عميق الإيمان، ومعاني الأمانة والوفاء، والهمة والشجاعة، والمصارحة والفصاحة، وصفاء الفكر ونقاء القلب.  أما الضراعة، فهي مبعث للأمل، وإلتماس الخير والرجاء، من خالق مجيب, وطلب الحماية والمغفرة من رب غفور.
فإذا نظر كل عاقل وأي غافل، إلى الكوارث الطبيعية بدءا من عام 2010، وإلى نوازل وحشية راح ضحيتها سكان ودعاء وأبرياء، قد أبعدها الله عن بلادنا، بوضعها الجغرافي المتميز، ومناخها المعتدل، ووفرة أسباب العيش ...حتى وإن كانت غير مستغلة، وغير مدارة بكفاءة.  فأينما يجري نيلها، تستجيب له الخضرة، وتغذي أولادها، ويروي عطشهم، وأينما تلقى شباكهم، خرجت لهم أسماكاً تشبع جوعهم.  غير باطن أراضيها الزاخر بثروة من الطاقة والمعادن، وسماء تطوقهم بدفء الشمس وضيائها، وفوق ذلك، بركة دائمة برسالات السماء الثلاث على أرضها.
فلننظر إلى هزات الأرض في بقاع كوكبنا، كزلزال جزيرة هايتي، أفقر بلدان العالم، شرد مليون و300 ألف آدمي، وقتل حوالي 30 ألف منهممنذ سنوات ، وهزة أخرى ضربت شيلي وأحدثت "تسونامي" أودى بحياة 100 ألف قتيل، وكبد البلاد 32 مليار دولار.  وزلزال في المكسيك، تصدعت بسببه الشوارع، وجعلتها غير صالحة للمرور.  ومثله في مدينة "جيفو" بالصين، التي أصيبت أيضاً في جنوبها بالقحط، اضطرت معها إلى توليد الغيوم الإصطناعية، طلباً للأمطار.  وننظر إلى فيضانات نتجت عن أمطار غزيرة، فإنهارت التربة بسببها في "ريو دي جانيرو" وقتلت 95 شخصاً بسبب الإنهيارات الأرضية، وأصابت العشوائيات السكنية.  وإلى غرق ولاية "كوينز لاند" باستراليا، كما أغرقت وسط بولندا، وحولت الوديان إلى أنهار وبحيرات.  وغرق مدينة "تشوغو" الصينية، غير الفيضانات بباكستان التي شردت الملايين وزحزحت الألغام الأرضية!!
ولننظر إلى حرائق الغابات في اليونان وروسيا واستراليا، مما أنقص الرقعة الخضراء، مصدر الأكسجين في العالم، وزادت سخونة الجو.  ولننظر إلى فورة بركان آيسلندا، الذي أعتم غباره بلاد الشمال وبريطانيا.  هذا بجانب العواصف العاتية التي اقتلعت الأشجار وهدمت المنازل.  وأنزلت تلك الكوارث خسائر مالية بلغت 185 مليار دولار، وبالطبع فرضت على الحكومات زيادة الضرائب، لمواجهة إعادة الإعمار.  هذا غير القلاقل والحروب التي راح ضحيتها ملايين العراقيين, ومجاعة أهالي دارفور، والفوضى السلوكية التي مكنت أطفالاً يحملون الأسلحة لقتل المواطنين في أمريكا!
فهل من دواعي أخرى تدعونا لإقامة صلاة شكر وتسبيح وابتهال لله، يلهج بها لسان كل مصري مخلص؟  فهو القائل:  "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"، والقائل:  "وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون", وقوله تعالى:  "فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون".  فيجازي الشاكرين بقوله:  "لئن شكرتم لأزيدنكم".  كما قال أنبيائه من قبل:  "إذا كنتم في سلامة، وكان أولادكم, وكل شيء لكم، على ما تحبون، فإني أشكر الله شكراً جزيلاً".  وقال آخر:  "لا تستشر المنافق في التقوى، ولا الظالم في العدل، ولا المرأة في ضرتها، ولا الجبان في الحرب، ....ولا الحاسد في شكر المعروف".  وقال آخر:  "اشكروا له كلكم لأنه صالح ورحمته إلى الأبد".   وفي سفر الحكمة قال: "حتى يُعلم أنه يجب أن نسبق الشمس إلى شكرك، ونحضر أمامك عند شروق النور".  وقال بولس الرسول:  "لا تهتم بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتُعلم طلباتكم لدى الله ....إني أشكر الله الذي أعبده من أجدادي لضميري الطاهر، لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أًخذ مع الشكر ".
والكاتب يطالب بتحديد يوم 31 ديسمبر سنوياً ليخرج كل مصري إلى مكان عبادته ويشكر الله على عطيته، ويجازى المجتهدون على أعمالهم العلمية والوطنية، وأن نتضرع إليه تعالى بأن يسبغ علينا نعمته، ويبارك خطانا، ويغفر خطايانا!