الأربعاء، 6 فبراير 2013

من بشار الى مبارك ..حلم ام كابوس ؟

عندما تثور الشعوب ، تهرب عقول الطغاة من رؤوسهم ، وعند شعورهم بإقتراب النهاية ، تصير الرؤوس جماجم مفرغة من الوعي ، مخلفة ورائها أوراماً تفرز شراً ، فتضرب أيديهم يميناً ويساراً ليرهبوا الشعوب الثائرة ، موجهين ضرباتهم اليائسة إلى أبناء وبنات أوطانهم ، بلا جدوى ، وهم في تصرفاتهم تلك لا يختلفون عن تصرف أحد قضاة بني إسرائيل الذي يدعى "شمشون" ، بعد حكم دام 20 عاماً .
فقد جاء في التوراة أن شمشون تمتع بقوة تفوق كثيراً القوة الطبيعية للبشر ، وعندما اقتحم بمفرده أبواب غزة ، رأى إمرأة تدعى "دليلة" ، فأحبها . فتقرب الفلسطينيون إليها ، واستطاعوا إغرائها بفضة وفيرة ، ليتعرفوا على سر قوة شمشون ، لينتزعوها منه ويقتلوه .
وبعد مراوغة طالت ، كشف شمشون عن سر قوته قائلاً: "إن حلقت رأسي فارقتني قوتي وأضعف وأصير كأحد الناس" ، فأنامت "دليلة" شمشون على ركبتيها ، ودعت رجلاً ليحلق رأسه ، ففارقته قوته ، ثم دعت أقطاب الفلسطينين ، فأخذوه ، واقتلعوا عينيه ، وأوثقوه بسلاسل نحاسية ، وحكموا عليه بأن يطحن غلتهم في بيت السجن ، حيث بدأ شعره في النمو !!
وقرر أقطاب الفلسطينين أن يقدموا شمشون ذبيحة لإلههم الذي قدم لهم عدواً خرب أرضهم ، وأكثر من قتلاهم ، فدعوه ليسخروا منه بداخل قاعة كبرى ، وأوقفوه بين الأعمدة ، ليلعب ، فطلب شمشون من الغلام الذي يقوده ، أن يلمس الأعمدة بيديه ، فقبض على عمودين متوسطين ، وانحنى بشدة ، فسقط المبنى على نحو ثلاثة آلاف رجل وإمرأة ، وأمات نفسه وجميع من في المبنى !!
ومن هنا جاءت مقولة: "عليّ وعلى أعدائي يارب" !!! وهكذا ، رأينا اليوم حكاماً يهلكون ثروات بلادهم ، ويقتلون أولادهم –بعد أن فقدوا شرعية حكمهم للبلاد بإستعمالهم صور من العنف غير المتكافيء ضد شعوبهم- فيهلكون ، ويُحرمون من رحمة الله  تعالى. هذه الفكرة ملأت نفسى وتشبعت بها افكارى,

ودخلت فراشى بعد يوم عمل مرهق، استنفد قواى البدنية والفكرية، على أمل أن اقضى ساعات من الراحة غير الواعية .... فالساعات الأولى من النوم هى أعمقها غفلة للعقل، وأكثرها استرخاء للبدن .
واذ بى استيقظ بفزع شديد، اجلسنى مرتعدا من هول ما رأيت فى منامى.... بالرغم من أننى لم أكثر من طعام العشاء، أو اتناول مشروباً مسكراً، أو ابتلع حبة للهلوسة، LSD ، التى شاع استعمالها فى الستنيات لتغيب الإتسان عن وعيه ــ فاسترجعت ما رأيتة فى منامى بأننى أقف فى قاعة كبرى بها مئات من الهاتفين، يهتفون "مبارك مبارك" ..... "سلامتك يا ريس ، وحمد لله على سلامتك" !
واذ بالرئيس يظهر على مسرح كبير مرتديا زى الملوك، وبجانبه شاب يساعده على المشى، ويجلسه على كرسى كبير، ثم يجلس هو على كرسى مجاور، فتتعالى الاصوات بالدعاء بطول بقاء يتحدى الفناء!.
وما أن نطق الجالس الأكبر مهمهما بكلمات لم أميزها، حتى بدأت قبة القاعة الكبرى فى التصدع والانفصال عن جدرانها الحاملة، ثم تسقط على رأس جميع الحضور فسارعت بالهرب وأفقت من النوم،مرددا كالمحموم : " اللهم اجعله خير يارب.....اللهم اجعله خير " !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق